موضوع: قصص عباسية......من التاريخ12/15/2011, 19:33
بسم الله الرحمن الرحيم .
اخوتي و أخواتي الكرام .
السلاع عليكم و رحمة الله و بركاته .
قرأت هذه القصه الجميلة و التي حدثت في زمن الدوله العباسيه و أحببت أن أشاركها معكم ، فقد كان الخليفه أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء الدوله العباسيه بخيلاً للغايه ، حتى أنه كان يلقب بالدوانيقي ، و المقصود بالدوانيقي أنه كان يحاسب جنوده على الدانق ، و العمله في ذاك الزمان كانت الدينار و الذي يتكون من عشرة دراهم ، أما الدرهم فيتكون من عشرة دوانق ، إذا فالدانق لا يكاد يكون له قيمة ، و بالرغم من ذلك كان أبو جعفر المنصور و من شدة بخله يحاسب الجنود على الدانق فلقب بالدوانيقي .
و في ذلك الزمن كان الشعراء يأتون الملوك و الأمراء و الوزراء يمتدحونهم بالشعر فيقوم الملوك بإعطاء الشعراء شيئاً من المال ، و في الغالب تكون العطاءات كبيرة جداً ، إلا أن أبو جعفر المنصور لم يكن يعطي الشعراء شيئاً على الإطلاق ، فقد كان ذكياً و يمتلك ذاكرة قويه جداً لدرجة أنه يحفظ القصيده و لو كانت ألف بيت من أول مره يسمعها ، كان لديه غلام يحفظ القصيده في حال سمعها مراتان و كذلك لديه جاريه تحفظها من ثلاث مرات ، فحين يأتي الشاعر ليلقي قصيدته بين يديه يقول له : يا أخ العرب لو كانت قصيدتك قديمة ما أعطيتك شيئاً و لكن لو كانت جديده أعطيتك وزنها ذهباً ، و في ذلك الزمن كان الناس يكتبون على جلد الحيوانات ، فهذا يعني أن وزن القصيده من الذهب يساوي مبلغ كبير من المال ، فيوافق الشاعر ، و حين ينتهي من إلقاء القصيده يقول له أبو جعفر : ليس لك شىء عندي فقصيدتك قديمة حتى أني أحفظها عن ظهر قلب ، و يعيد القصيده أمام الشاعر و لا يخرم منها بيتها ، فيصدم الشاعر ، فيقول له أبو جعفر : و لست الوحيد الذي يحفظ القصيده فعندي هذا الغلام يحفظها أيضاً ، و يكون الغلام قد سمعها مرتان ، مره من الشاعر و مره من الخليفه ، فيكررها كامله ، ثم يقول له حتى هذه الجاريه تحفظها ، و تكون قد سمعتها ثلاث مرات ، فتعيدها كامله ، فهنا لا يملك الشاعر أي وسيله ليدافع بها عن نفسه و يرحل دون أن ينال شيء .
و كان الأديب الأصمعي من شعراء ذلك الزمن يتردد كثيراً على المنصور ، و قد علم بما يصنع مع الشعراء ، فقرر أن يعاقبه على فعلته ، فتنكر أحد الأيام بزي أعرابي و قدم إلى المنصور و قال أنه يريد أن يمدحه بقصيده طمعاً في كرمه ، فقال له المنصور مثل ما يقول للشعراء فوافق الأصمعي و أنشد القصيده التاليه :
يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي
أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي
حينها ذعر المنصور لأنه لم يحفظ منها شيء ، و قال : يا غلام يا جاريه ، قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي ، فقال المنصور : هات ما كتبتها عليه حتى نعطيك وزنه ذهباً ، فقال الأصمعي ، قد ورثت عمود رخام من أبي و لم أجد ما أكتبها عليه سوى هذا العمود ، فأرسل جنودك معي حتى يحملوه ، و حين أحضره كان عشره من الجنود يحملونه في آن واحد ، و كان وزنه يوازي كل ما يملك المنصور من ذهب ، و حين أراد أن يذهب قال أحد الوزراء : ما أظنه إلا الأصمعي . فقال المنصور : أمط لثامك يا أعرابي ، فلما أزاله قال المنصور : أتفعل ذلك بأمير المؤمنين ؟ فقال له : يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا . فقال له المنصور أعد المال يا أصمعي ، فقال الأصمعي أعيده بشرط واحد ، فقال المنصور ما هو ؟ فقال : أن تعطي جميع الشعراء على نقلهم و مقولهم .فوافق المنصور على ذلك .
أرجو أن تكون القصة قد نالت إعجابكم و بانتظار ردودكم .
هام جداً: قوانين المساهمة فيالمواضيع. انقر هنا للمعاينة
احترم مواضيع الآخرينليحترم الآخرون مواضيعك لا تحتكر الموضوع لنفسك بإرسال عدة مساهماتمتتالية عند طرح موضوع يجب أن تتأكد أن عنوان الموضوعمناسب او لا تحل بحسن الخلق و بأدبالحوار و النقاش لا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فلاتتهجم على عضو بدعوى أنه لا يشاطرك الرأي ان قطعت عهدآ مع عضو فأوفي بوعدك لأنه دينعليك إن حصل خلاف بينك و بين عضو حول مسألة ما فلاتناقشا المشكله على العام بل على الخاص اناحترمت هذه الشروط البسيطة, ضمنت حقوقك و عرفت واجباتك. و هذه افضل طريقةتضمن بها لنفسك ثم لمساهماتك و مواضيعك البقاء و لمنتداك الإزدهار فيموقعنا إدارة منتديات احلىحكاية