موضوع: ~ تفاؤل حيال صناعة الألمنيوم الخليجية ~12/15/2011, 19:45
على الرغم من أن الألمنيوم يتمتع بتاريخ طويل في منطقة الخليج، لكنه يبرز بصورة متزايدة كواحد من الموضوعات الرئيسة في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الاقتصادات الإقليمية لتحقيق التنويع.
وتعتبر شركة «ألمنيوم البحرين» (ألبا) إحدى أهم الشركات المنتجة، حيث إنها تأسست في العام 1968 بطاقة إجمالية قدرها 56 ألف طن سنوياً، وبدأت الإنتاج بعد ثلاث سنوات.
وبعد تدشين الخط الخامس في العام 2005، ارتفعت قدرة هذه الشركة لتصل إلى 870 ألف طن، كما بات هدف الوصول إلى مستوى 1.2 مليون طن كحد أقصى واقعياً على ضوء الاعتبارات الاقتصادية والبيئية.
وأطلقت شركة دبي للألمنيوم (دوبال) في العام 1979 لتكون أكبر مصهر في العالم. وبات إنتاجها السنوي يتجاوز مليون طن في الوقت الراهن. وتقوم هذه الشركة أيضاً بتطوير مصهر في مدينة الملك عبد اللـه الاقتصادية في السعودية.
وبالإضافة إلى مملكة البحرين في هذا المجال، قامت دول الخليج في السنوات الأخيرة بضخ استثمارات كبيرة في صناعة الألمنيوم، لا سيما وأن هذه المنطقة تتمتع بتكاليف الطاقة المنافسة الأمر الذي يتيح ميزة مهمة للشركات المنتجة العاملة في منطقة الخليج. وكانت القدرة الإقليمية الأساسية للألمنيوم قد ارتفعت بصورة حادة من 1.5 مليون طن في العام 2000 لتصل إلى ما يقرب من 4 ملايين طن في الوقت الحالي، أي ما يعادل 13 بالمئة من إجمالي الإنتاج العالمي. وتستحوذ الإمارات على ما نسبته 35 بالمئة من إجمالي الناتج الإقليمي، تليها البحرين بنسبة 31 بالمئة وقطر بنسبة 21 بالمئة وسلطنة عمان بنسبة 13 بالمئة.
ومع وجود عدد من المشاريع الجديدة الجاري تنفيذها حالياً، وعلى وجه الخصوص في السعودية والإمارات، تشير التقديرات إلى أن الناتج الإجمالي الإقليمي سيزداد إلى الضعف مرة أخرى عند وصوله إلى 7 ملايين طن سنوياً بحلول العام 2020، أي أن حصة المنطقة ستصل إلى ربع الإجمالي العالمي.
وبما أن معدل النمو السنوي المتوقع لصناعة الألمنيوم الإقليمية يصل إلى أعتاب 8 بالمئة، يبدو من الواضح أنه يتفوق على معدل الصناعة العالمية التي يقل نموها عن 5 بالمئة سنوياً.
ومن المتوقع للاستثمارات في قطاع الألمنيوم الإقليمي أن يصل إلى 30 مليار دولار، وقد يصل حجمها إلى 55 ملياراً في العام 2020.
وكانت شركة الإمارات للألمنيوم قد أرست عقوداً بقيمة 700 مليون دولار لمضاعفة طاقتها الإنتاجية في العام 2014. وشهد أكتوبر الماضي التوقيع على المرحلة الثانية من مشروع مشترك للألمنيوم بقيمة 10.8 مليار دولار بين شركتي «معادن» و «إلكوا» الأمريكية لإقامة مصهر في منطقة رأس الخير في السعودية.
وسوف يشتمل هذا المشروع المشترك على منجم للبوكسيت ومصفاة للألومينا بطاقة إنتاجية قدرها 1.8 مليون طن في العام، و740 ألف طن للمصهر سنوياً، وأعمال الدرفلة بطاقة إنتاجية مبدئية قدرها 380 ألف طن سنوياً.
ويعتبر معدن الألمنيوم عنصراً مهماً في استراتيجية التصنيع بدول مجلس التعاون الخليجي. وتضم المنطقة حالياً خمسة مصاهر باستثمارات مجتمعة قدرها 30 مليار دولار، وعمالة إجمالية مباشرة يصل مجموعها إلى 20 ألف شخص.
وتعد مستويات التوطين في القطاع عالية، ومن الأمثلة على ذلك شركة صحار للألمنيوم التي بدأت الإنتاج في العام 2008، ووصلت نسبة التعمين فيها الآن إلى 70 بالمئة، في حين أن شركة «ألبا» البحرينية حققت نسبة توطين قدرها 90 بالمئة.
ويمكن استخدام استراتيجية المشتريات المحلية في مصاهر الألمنيوم لدعم وتحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. كما تمكنت المصاهر بدورها من توفير فرص أساسية كبيرة. وعلى سبيل المثال، تعتزم الشركة العمانية لصناعات الألمنيوم التي بدأت نشاطاتها قبل أكثر من عام، مضاعفة طاقتها الإنتاجية من 48 ألف طن سنوياً لتصل إلى 100 ألف طن.
وتقوم هذه الشركة بإنتاج القضبان والموصلات العامة لقطاع الطاقة حيث من المتوقع أن ينمو الطلب الإقليمي على هذه المنتجات بنسبة 20 بالمئة سنوياً. لكن فرص التصدير تتجاوز هذه الأرقام بكثير، ومنها أن دول القارة الأوروبية تحصل بالفعل على ما يقرب من 6 بالمئة من الألمنيوم من منطقة الخليج.
ويوجد في البحرين سبعة لاعبين أساسيين لمعالجة الألمنيوم بقدرة إجمالية تبلغ 500 ألف طن سنوياً. أما في السعودية، فيوجد ما يقرب من 100 مصنع بطاقة إنتاجية تبلغ 150 ألف طن في السنة.
وفي الوقت الذي يتمتع فيه الألمنيوم بالقدرة على دعم القطاعات التصنيعية في المنطقة، يتمثل المعوق الرئيس لهذه الصناعة في اعتمادها المفرط على رأس المال بصورة مكثفة. وتستحوذ الكهرباء على 40 بالمئة من تكاليف إنتاج الألمنيوم، وهي مسألة توفر من حيث المبدأ ميزة تنافسية كبيرة للشركات المنتجة في الخليج، في حين تظهر الدراسات أن نحو ثلثي المصاهر الأوروبية باتت مهددة بالإغلاق. وعلى سبيل المثال، خصصت سلطنة عمان 5 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي للصناعات في صحار. ومع ذلك، فإنه من بين التحديات التي تواجه مصاهر الألمنيوم الإقليمية خارج دولة قطر هو النقص الحاد في إمدادات الغاز على نحو متزايد، مع قيام الاقتصادات الإقليمية ببذل الجهود الممكنة كافة من أجل توفير مصادر كافية، وفي بعض الحالات تضطر للجوء إلى الاستيراد. وتطرح هذه المشكلة بدورها على المدى الطويل تساؤلات حول السعر الذي يمكن لهذه الصناعة شراء الغاز بكميات وافرة لتلبية احتياجاتها بكفاءة. وعلى سبيل المثال، تجري سلطنة عمان بالفعل دراسة حول احتمال زيادة سعر الغاز للكثير من المستهلكين الصناعيين. كما تواجه شركة «ألبا» مشكلة ارتفاع الأسعار.
ومن ناحية أخرى، تبرز «معادن» كمصدر يزداد أهمية لتوفير البوكسيت المحلي، وبالتالي تستطيع المملكة خفض اعتمادها على الواردات. ومن المتوقع أن يصل حجم الإنتاج السنوي من منجم البيثا إلى 4.4 مليون دولار سنوياً.
وعلى الرغم ن وجود تحديات كبيرة، تبدو منطقة الخليج مؤهلة لتحتل مكانة رئيسة في المشهد العالمي لصناعة الألمنيوم التي تتطور باستمرار.
وينبغي التخطيط للتحديات لضمان تحقيق توقعات الطلب، والتعامل مع التكاليف بحكمة لتتمكن هذه الصناعة من المضي قدماً في رحلة تطورها.
هام جداً: قوانين المساهمة فيالمواضيع. انقر هنا للمعاينة
احترم مواضيع الآخرينليحترم الآخرون مواضيعك لا تحتكر الموضوع لنفسك بإرسال عدة مساهماتمتتالية عند طرح موضوع يجب أن تتأكد أن عنوان الموضوعمناسب او لا تحل بحسن الخلق و بأدبالحوار و النقاش لا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فلاتتهجم على عضو بدعوى أنه لا يشاطرك الرأي ان قطعت عهدآ مع عضو فأوفي بوعدك لأنه دينعليك إن حصل خلاف بينك و بين عضو حول مسألة ما فلاتناقشا المشكله على العام بل على الخاص اناحترمت هذه الشروط البسيطة, ضمنت حقوقك و عرفت واجباتك. و هذه افضل طريقةتضمن بها لنفسك ثم لمساهماتك و مواضيعك البقاء و لمنتداك الإزدهار فيموقعنا إدارة منتديات احلىحكاية